ظل انتداب اللاعبين الأفارقة مغامرة بالنسبة لأندية الدوري الإنجليزي.. فإضافة إلى مخاوف جذور اللاعبين الأفارقة والشكوك حول مقدرتهم على التعامل مع ملاعب جديدة فإن مدربي الفرق يجب أن يضعوا في اعتبارهم إمكانية فقد بعض هؤلاء اللاعبين كل سنتين ولمدة 6 أسابيع على الأقل بسبب بطولة الأمم الإفريقية.. وهو غياب يؤثر كثيراً على الفرق الإنجليزية وخاصة تلك التي يلعب فيها الأفارقة كأساسيين.
دروغبا: "سنجرد مصر من تاجها"
وربما كانت بطولة هذا العام أفضل من سابقاتها حيث تم تقديم مواعيدها لتصبح بين يومي 10 و31 جانفي وذلك بسبب استضافة القارة لمونديال 2010.. ماذا يقول نجم شيلسي ديديه دروغبا عن هذا الأمر؟
»سنذهب لنشارك في بطولة أمم إفريقيا لأننا نفعل كل ما في وسعنا من أجل تطوير قارتنا«.. ويضيف كابتن كوت ديفوار لموقع بي بي سي: »هذه البطولة مهمة جداً بالنسبة لنا«.. دعونا من الإصابات التي لحقت وستلحق ببعض اللاعبين فهناك 31 لاعباً بالدوري الإنجليزي سيسافرون إلى أنغولا الشهر القادم وكلهم يسعون إلى تجريد المنتخب المصري من لقب البطولة.
وبينما ستتعرض آمال شيلسي في الحصول على اللقب إلى ضربة قوية بسفر لاعبيه دروغبا، مايكل ايسيان، جون أوبي مايكل وسالومون كالو فإن هناك أندية إنجليزية أخرى قد تنهار تماماً!
البرمجة تنقذ شيلسي
يمكنكم تخيّل فقدان فريق ما للاعبين مهمين أمثال دروغبا وايسيان.. ومن حسن حظ شيلسي أنه وفي فترة غياب هؤلاء اللاعبين المؤثرين لن يخوض مباريات صعبة فهو سيواجه فريق واتفورد في كأس إنجلترا ثم يلعب في الدوري مع هال سيتي وسندرلاند وبيرمنغهام وبيرنلي.. لكن هداف البطولة الانجليزية يعتقد أن فريقه سيكون قادرا على التغلب عن مشكلة غيابه مع زملائه حيث يقول: »لا أشعر بالخوف من فقدان فريقي لأربعة لاعبين خلال بطولة الأمم لأن تشكيلة شيلسي قوية.. لاحظنا ذلك في مباراة ارسنال حيث شارك باولو فيريرا وقدم مستوًى رائعاً على الرغم من غيابه لفترة طويلة عن اللعب«.
مانشستر يتحين الفرصة للإطاحة بتشيلسي
وأكد دروغبا أن فريقه قوي ويملك تشكيلة قادرة على إبقاء حظوظه في الفوز باللقب مضيفاً:»يمكننا تحقيق نتائج جيدة بإشراك فريقين لشيلسي في المنافسة«.. بالمقابل لا يملك مانشستر يونايتد لاعباً مشاركاً في بطولة الأمم الإفريقية.. ومع حق المنتخبات في استدعاء لاعبيها اعتباراً من 27 ديسمبر فإن مانشستر قد يستعيد بعض لاعبيه المصابين خلال فترة البطولة.
لكن المعلق بـ "البي بي سي" ألان هانسين يقول "إن (توقعات) مانشستر بتأثر مستوى ونتائج شيلسي ستتحوّل إلى (أمنيات).." ويضيف: "فقدان دروغبا وايسيان يشكل ضربة لشيلسي، لكن لا تنسوا أن الفريق يملك لاعبين ممتازين.. وإذا واجه مانشستر شيلسي في اولدترافورد بدون مشاركة دروغبا وايسيان ربما يشعر مانشستر بالثقة، وهذا الكلام ينطبق على ارسنال وتوتنهام وليفربول في حال واجهوا شيلسي بدون نجومه الأفارقة.. ومع البرمجة المريحة التي تنتظره فإن شيلسي لن يواجه مشاكل.. وسيطالب فيرغسون لاعبيه بضرورة تحقيق الانتصارات والأمر يعتمد على الضغوط فإذا نجح مانشستر ستتحوّل الضغوط إلى كارلو انشيلوتي«.
15 فريقا يفقد نجومه الإفريقية
ويعتبر شيلسي واحداً من 15 فريقاً سيفقدون لاعبين خلال النسخة الـ 27 لبطولة إفريقيا علماً بأنه سيواجه أرسنال يوم 6 فيفري، ويمكن لشيلسي أن يتغلب على غياب لاعبيه، وكذلك مانشستر سيتي الذي يفقد كولو توريه، ادبايور وكيلفين ايتوهو لكن هناك أندية ستعجز عن تحقيق نتائج طيبة مع غياب لاعبيها الأفارقة.
فايفرتون مثلاً الذي يعاني من إصابات وسط لاعبيه هذا الموسم سيفقد ايغبيني ياكوبو وجوزيف يوبور علماً بأن فيكتور انشيبي ظل بعيداً عن مباريات الفريق بسبب الإصابة.
وسيكون ممتعاً رؤية الكيفية التي سيتعامل بها هال سيتي مع فقد كامل جيلاس ودانييل كوسين وسيي اولوفينجانا.
الصدمة تنتظر بورتسموث
لكن الفريق الذي سيتأثر أكثر هو بورتسموث الذي يعاني في جدول الترتيب، حيث يفقد 5 من لاعبيه بسبب البطولة الإفريقية.. ومنهم: كيفان برنس بواتنغ (تقرر في الأخير بقاءه مع فريقه) ارونا دينداني وحسن يبده الذين سجلوا 8 من أهداف الفريق الـ 14 بالدوري هذا الموسم، كما يغيب عن الفريق جون اوتاكا ونوانكو كانو ونذير بلحاج.
بل إن مدرب الفريق افرام غرانت الذي تم تعيينه الشهر الماضي أكد أنه بحاجة إلى تعزيز صفوف الفريق رغم ضعف ميزانية النادي، حيث يقول الرجل: »فقدان 5 لاعبين أمر صعب لكننا يجب أن نتعامل مع الواقع.. لا يمكننا فعل شيء حيال هذا الأمر كل ما يمكننا فعله هو التفكير في الحل وبالفعل نفكر«.
بلحاج ويبده سيتركان فراغا رهيبا
لكن هانسين بدا متشائماً من مستقبل بورتسموث بقوله: »أمم إفريقيا قد تكون نهاية مشوار بورتسموث في الدوري.. إنه ضعيف ويعاني من فقدان الثقة ومصيره قد يكون الهبوط.. حتى لو كان حقق نتائج جيدة قبل سفر هؤلاء اللاعبين فإن مستقبل الفريق كان سيبدو مظلماً«.
ومشكلة بورتسموث مع هذه الأزمة تثير سؤالاً حول ما إذا كان من الحكمة تسجيل عدد كبير من اللاعبين الأفارقة.. واندية إنجلترا لم تتوقف عن تسجيل الأفارقة في الماضي ففي أمم إفريقيا الماضية أرسل 15 نادياً بالدوري الإنجليزي الممتاز كشافين لمتابعة مباريات البطولة!.
ويقول هانسين: »المغامرة في تسجيل الأفارقة تعتمد على نوعية اللاعبين.. إنهم لا يصابون صدفة ولا يستدعونهم بشكل مفاجئ.. فالأندية تعرف من بداية الموسم أنها ستفقد بعض لاعبيها الأفارقة، ولذا فإن المهم هو الاستعداد، فأندية مثل شيلسي يمكنها أن تتعامل مع الوضع، ولكن في حالة بورتسموث فإن المشكلة تكون كبيرة لأن الأفارقة يشكّلون العمود الفقري للتشكيلة الأساسية«.
مطالب بتغيير موعد كأس إفريقيا
كما أن إقامة البطولة كل سنتين وخصوصاً في السنوات التي تقام فيها كأس العالم أدى لإثارة الجدل حول جدوى إقامتها كل سنتين.. ويقول هانسين: »أعتقد أنه من الأفضل إقامتها كل 4 سنوات مثل أمم أوروبا لأن الأضرار ستكون أقل وستكون البطولة نوعاً من التجديد للاعبين والأندية«.
ويتفق دروغبا مع هذا الاقتراح بقوله: »من الممكن إقامتها في نفس السنة التي تقام فيها أمم أوروبا سيكون جيداً أن نلعب نحن في جانفي وتقام الأوروبية في جوان«.. ومع حالة بورتسموث هذا الموسم فإن هذا الاقتراح ذاته قد لا يمثل حلاً!!.
توزيع الأفارقة على الأندية الإنجليزية:
بورتسموث (5 لاعبين).. شيلسي (4 لاعبين).. مانشستر سيتي وهال سيتي (3 لاعبين).. ارسنال وتوتنهام وايفرتون وقولهام (لاعبان).. استون فيلا وسندرلاند وستوك وبولتون وبيرنلي وويغان وولفرهامبتون (لاعب واحد) ولا يوجد أي لاعب إفريقي بصفوف مانشستر يونايتد وليفربول ووستهام وبيرمنغهام وبلاكبيرن.