قصة الإنسان من البداية إلى النهاية
* كان الله تعالى ولم يكن قبله شيء ، ثم خلق القلم فقال : اكتب ، فكتب القلم بأمر الله ما يكون إلى يوم القيامة.
* ومما كتب الله وقدَّره : أن يخلق بشراً من طين ، فكان آدم وزوجه ، فاسكنهما جنَّته ، وامتحنهما بالشجرة فحرَّمها عليهما ، دون سائر نعم الجنة .
* ولما ابتُلي آدم وزوجه فأكلا من الشجرة : أمر الله فأُهبطا إلى الأرض، لتكون لهما ، ولمن يأتي من نسلهما مستقراً ، ومتاعاً إلى حين .
* فتكاثر الخلق على هذه الأرض من ذرية آدم ، وأصبحوا شعوباً وقبائل ، فمازال الله تعالى يكلؤهم بوحيه المبارك ، ويرسل إليهم رسلاً مبشرين ومنذرين .
* فكان الصراع بين الحق والباطل ، فمر على الحياة الإنسانية أجيال من البشر، منهم المؤمن ومنهم الكافر ، وجمع هائل من الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
* حتى إذا أذن الله بفناء الدنيا ، وانقطاع الوحي : بعث محمداً صلى الله عليه وسلم خاتماً للأنبياء والمرسلين ، وعلامة شاهدة على قرب الساعة .
* فعمَّ الخير ببعثته ، وازدهرت الدنيا ، وكثر أتباعه ، ودخل الناس في الإسلام أفواجاً ، وانتشر سلطان المسلمين وبلغ الآفاق كلَّها .
* حتى إذا كمل البناء وتمَّ ونضج : بدأ النقص ، ودبَّ في الأمة المسلمة داء الأمم قبلها من : البغضاء والشحناء والحسد ، وحُبِّ الدنيا وكراهية الموت.
* وبدأت الفُرقة في المسلمين ، فأصبحوا شيعاً وأحزاباً , ودولاً متباغضة متناحرة ، فتسلَّط عليهم أعداؤهم ، وتداعوا عليهم من كل صوب .
* فذاقت الأمة ويلات الظلم والطغيان من أعدائها ومن فسقة أبنائها ، حتى إذا أراد الله التخفيف عن الأمة : ألهمها رشدها بالعودة إلى دينها ، فكان الدعاة والمصلحون ، يرشدون الأمة ، ويعظونها .
* فما تزال أمة الإسلام - في آخر الزمان - في تقدُّم وتقهقر ، ومدٍّ وجزر ، يبتليها الله بالفتن السود التي تجعل الحليم حيران ، حتى يتمنى الرجل الموت من شدة الفتن : ظلم ، وجوع ، وفساد ، وطغيان ، ومع ذلك تكثر الزلازل ، ويقلُّ المطر، وينقص الماء ، ويذهب الخير .
* حتى إذا بلغت الفتنة منتهاها : تتوَّجت بخروج الأعور الدَّجال ، فلا تكونُ فتنةٌ أعظم منه ولا أشد على الناس ، لاسيما على المؤمنين ، الذين يعرفون حقيقته.
* حتى إذا أهلك الدَّجالُ الناسَ بأذاه وطغيانه : نصر الله المؤمنين الصابرين بعيسى ابن مريم والمهدي عليهما السلام ، فَيَهْلِكُ الدجال .
* فإذا ارتاح المؤمنون من أذى الدجال : خرج يأجوج ومأجوج ، خلقٌ بغيض خبيث عنيف ، لا يقدر عليهم إلا الله ، فيعيثون في الأرض فساداً.
* فيهرب المؤمنون في الجبال والكهوف ، ويفقدون الطعام ، حتى يكون طعامُهُم التسبيح والذكر .
* ثم يُهلِك الله بقدرته يأجوج ومأجوج ، ويُطهِّر الأرض من فتنتهم وفسادهم، ثم يعود الخير والصلاح والبركة على المؤمنين زمناً يسيراً .
* ثم يدِبُّ الشر في حياة الناس ، ويعمُّ الضلال من جديد ، ويظهر الشرك والفساد ، وعندها يأذن الله بريح طيبة تقبض أرواح المؤمنين .