24 ديسمبر 2009:
حفيظ دراجي
حفيظ دراجي
ماذا بعد
تأهلنا إلى المونديال والتجاوب الرسمي والجماهيري الذي تبعه ؟ ماذا بعد الصحوة
الرياضية التي شهدتما الجزائر وشجعت الوفاق على الفوز بكأس شمال إفريقيا للأندية ؟
وماذا بعد أن نفوز بكأس أمم إفريقيا في أنغولا ونتألق في المونديال ؟ هل سنحفظ
الدروس ؟ أم سنلعن اليوم الذي تأهلنا فيه إلى المونديال ؟ هي أسئلة تتبادر إلى
الذهن بالعودة إلى تجارب سابقة على كل المستويات، وهو لفت نظر وتحذير من أن تتحول
النعمة إلى نقمة، ونفوت على أنفسنا فرصة لا تعوض لتثمين الانتصار والاستثمار فيه ،
خاصة وأن التاريخ يبقى شاهدا على أننا لم نستفد كثيرا ولم نتعلم من تجاربنا
وانجازاتنا وإخفاقاتنا السابقة على مستوى الأفراد والنوادي والمنتخبات . لم نثمن
ولم نستثمر في ما حققه مرسلي وبولمرقة ورحوليي وانجازات الملاكمة والجيدو وكرة
اليد، وكل الرياضات ، واختفت عن الواجهة النوادي التي برزت مؤقتا وتوجت بألقاب
وكؤوس في كرة القدم بسبب مسيريها وعدم قدرتها على استغلال انجازاتها مثل ما حدث
للكثير من المتوجين بالألقاب الوطنية لكرة القدم على غرار غالي معسكرو اتحاد
الشاوية ورائد القبة الذين انهاروا بعد تتويجهم بالبطولة الوطنية . أما على صعيد
المنتخبات فان منتخب الأواسط المشارك في مونديال طوكيو 1979 يبقى خير دليل، كما أن
أداءنا ونتائجنا الرائعة في مونديال اسبانيا 1982 تلاها إخفاق كبير في مكسيكو 1986
، أما تتويجنا بكأس أمم إفريقيا 1990 فقد كان متبوعا بأسوأ مشاركة في النهائيات سنة
1992 في السنغال . وبعد بروز بوادر منتخب قوي في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004 ،
جاء الإخفاق المتتالي في دورتين لم نشارك فيهما في مصر وغانا لأننا دخلنا في صراعات
هامشية بين الوزارة والفاف . أكتفي بهذا القدر من الأمثلة لأبرهن بأننا في الكثير
من الأحيان لم نستفد من انجازاتنا وإخفاقاتنا ، وانتصاراتنا وانكساراتنا ، وننسى في
كل مرة ولا نستخلص الدروس لسبب رئيسي هو انعدام الاستقرار من أعلى مستوى في الوزارة
إلى أبسط مسؤول في الاتحادية والرابطة والنادي . لقد حطمنا الرقم القياسي العالمي
في عدد الوزراء الذين تعاقبوا على رأس القطاع بمعدل وزير كل سنة ونصف، وحطمنا الرقم
القياسي الإفريقي في الانقلابات على رؤساء الاتحاديات، وحطمنا الرقم القياسي العربي
في تغيير المدربين . الجزائر غيرت قانون التربية البدنية والرياضية أربع مرات في
ظرف أربعين عاما ، ولم تستقر لحد الآن على إستراتيجية رياضية معينة ، ومع ذالك
شبابنا يبدع ويتألق ويحرز الميداليات والألقاب . في كل مرة نسمع عن سياسات ومبادرات
وقرارات والتزامات سرعان ماتختفي عن الأسماع والأنظار بمجرد ذهاب الوزير أو رئيس
الاتحاد أو النادي ، وعندما نحقق انجازا يكثر الانتهازيون والمطبلون والفلاسفة
الذين ينقلبون على أعقابهم عند أول تعثر أو إخفاق . كلنا يعرف الحكاية وكيف تكون
البداية والنهاية ،وكلنا يعرف ما حدث وما سيحدث لو ضاعت منا فرصة إعادة ترتيب البيت
على أسس وقواعد مهنية واحترافية بعيدا عن الأنانية والحلول الظرفية، وبعيدا عن
الارتجال والاستغلال السياسي للانجاز الكروي الكبير .
تأهلنا إلى المونديال والتجاوب الرسمي والجماهيري الذي تبعه ؟ ماذا بعد الصحوة
الرياضية التي شهدتما الجزائر وشجعت الوفاق على الفوز بكأس شمال إفريقيا للأندية ؟
وماذا بعد أن نفوز بكأس أمم إفريقيا في أنغولا ونتألق في المونديال ؟ هل سنحفظ
الدروس ؟ أم سنلعن اليوم الذي تأهلنا فيه إلى المونديال ؟ هي أسئلة تتبادر إلى
الذهن بالعودة إلى تجارب سابقة على كل المستويات، وهو لفت نظر وتحذير من أن تتحول
النعمة إلى نقمة، ونفوت على أنفسنا فرصة لا تعوض لتثمين الانتصار والاستثمار فيه ،
خاصة وأن التاريخ يبقى شاهدا على أننا لم نستفد كثيرا ولم نتعلم من تجاربنا
وانجازاتنا وإخفاقاتنا السابقة على مستوى الأفراد والنوادي والمنتخبات . لم نثمن
ولم نستثمر في ما حققه مرسلي وبولمرقة ورحوليي وانجازات الملاكمة والجيدو وكرة
اليد، وكل الرياضات ، واختفت عن الواجهة النوادي التي برزت مؤقتا وتوجت بألقاب
وكؤوس في كرة القدم بسبب مسيريها وعدم قدرتها على استغلال انجازاتها مثل ما حدث
للكثير من المتوجين بالألقاب الوطنية لكرة القدم على غرار غالي معسكرو اتحاد
الشاوية ورائد القبة الذين انهاروا بعد تتويجهم بالبطولة الوطنية . أما على صعيد
المنتخبات فان منتخب الأواسط المشارك في مونديال طوكيو 1979 يبقى خير دليل، كما أن
أداءنا ونتائجنا الرائعة في مونديال اسبانيا 1982 تلاها إخفاق كبير في مكسيكو 1986
، أما تتويجنا بكأس أمم إفريقيا 1990 فقد كان متبوعا بأسوأ مشاركة في النهائيات سنة
1992 في السنغال . وبعد بروز بوادر منتخب قوي في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004 ،
جاء الإخفاق المتتالي في دورتين لم نشارك فيهما في مصر وغانا لأننا دخلنا في صراعات
هامشية بين الوزارة والفاف . أكتفي بهذا القدر من الأمثلة لأبرهن بأننا في الكثير
من الأحيان لم نستفد من انجازاتنا وإخفاقاتنا ، وانتصاراتنا وانكساراتنا ، وننسى في
كل مرة ولا نستخلص الدروس لسبب رئيسي هو انعدام الاستقرار من أعلى مستوى في الوزارة
إلى أبسط مسؤول في الاتحادية والرابطة والنادي . لقد حطمنا الرقم القياسي العالمي
في عدد الوزراء الذين تعاقبوا على رأس القطاع بمعدل وزير كل سنة ونصف، وحطمنا الرقم
القياسي الإفريقي في الانقلابات على رؤساء الاتحاديات، وحطمنا الرقم القياسي العربي
في تغيير المدربين . الجزائر غيرت قانون التربية البدنية والرياضية أربع مرات في
ظرف أربعين عاما ، ولم تستقر لحد الآن على إستراتيجية رياضية معينة ، ومع ذالك
شبابنا يبدع ويتألق ويحرز الميداليات والألقاب . في كل مرة نسمع عن سياسات ومبادرات
وقرارات والتزامات سرعان ماتختفي عن الأسماع والأنظار بمجرد ذهاب الوزير أو رئيس
الاتحاد أو النادي ، وعندما نحقق انجازا يكثر الانتهازيون والمطبلون والفلاسفة
الذين ينقلبون على أعقابهم عند أول تعثر أو إخفاق . كلنا يعرف الحكاية وكيف تكون
البداية والنهاية ،وكلنا يعرف ما حدث وما سيحدث لو ضاعت منا فرصة إعادة ترتيب البيت
على أسس وقواعد مهنية واحترافية بعيدا عن الأنانية والحلول الظرفية، وبعيدا عن
الارتجال والاستغلال السياسي للانجاز الكروي الكبير .
" نقلا عن جريدة الهدّاف
الجزائرية "