تقول المصادر الصحراوية إنه كان بإمكان فرنسا التدخل في الأيام الأولى من الإضراب الذي شرعت فيه المناضلة الحقوقية أمنتو حيدار للضغط على المغرب لجره إلى تسهيل عودتها إلى موطنها. لكن فرنسا الرسمية تماطلت ريثما تتضح الرؤية، حتى يتسنّي لها معرفة إن كانت أمنتو ستواصل إضرابها أم تتوقّف في منتصف الطريق. لكن ثبات المناضلة الصحراوية وتصاعد التنديدات في شتى أنحاء العالم جعلت فرنسا، ''بلد حقوق الإنسان''، تركب الموجة بعد شهر من الإضراب لتأمر الملك بالتنازل. وقد سجلت الموقف المشرف كاتبة الدولة الأمريكية، هيلاري كلينتون، وكذلك فعل الأمين العام الأممي وسُجلت مواقف العواصم الكبرى من القضية.
إن فرنسا تدخلت في اللحظة الأخيرة، كما تدخل مبارك بالاتصال بأولمرت لتوقيف حرب غزة، باعتراف إسرائيل- لتنقذ حياة شخص ولم تتدخل لإنقاذ شعب بكامله، منذ 34 سنة. فوزير الخارجية الفرنسي الحالي الذي ارتبط اسمه بالتصريحات النارية عندما كان بعيدا عن مراكز القرار، كان من دعاة ''حق التدخل''. كان ربما صادقا في نية حفظ الحقوق وكرامة الإنسان في أي مكان في العالم. وربما لم تكن لديه وقتئذ الخلفية في كرامة بمكيالين، قد لا يسمح أن تداس في إيران والعراق وتداس في إسرائيل أو في مكان آخر؛ لأن منطق الأشياء يقول هكذا. وشيئا فشيئا تخلى كوشنر عن هذا المبدأ السامي الذي صنع به مكانا في صف اليمين الذي حاربه في الأمس. إذن التناقض عند كوشنر وأمثاله لا يقلق كونه ليس جديدا. أما بالنسبة للرئيس ساركوزي، الذي يلوم السويسريين الذين أقحموا أنفسهم في جدل فرنسي بمنع المآذن، يقول لمن يريد سماعه إنه يمشي على خطى شيراك في مسلك الصداقة مع العرب. فيعانق مبارك ويدعوه إلى عقد قمة إفريقيا- فرنسا في باريس بدلا عن شرم الشيخ لأن الجزائريين لا يرغبون في الذهاب إلى مصر بعد الذي حدث جراء مباراة كرة القدم. فلكل قوي قضية. مثل روابط فرنسا بالمغرب كمثل الروابط بين واشنطن وتل أبيب. كلاهما يشهر حق النقد كلما هُددت مصالح محميته. لذا لا يمكن أن نلوم المغرب بالتلاعب بمصير شعب بقدر ما نلوم فرنسا التي ترعى مصالح المغرب مقابل الترفيه والنزهة والاستجمام لجميع ساسة باريس سواء كانوا في الحكم أوفي المعارضة. فماذا تغيّر بالنسبة للصحراويين وقد أزاح اليمين الاشتراكيين من الحكم؟
إن فرنسا تدخلت في اللحظة الأخيرة، كما تدخل مبارك بالاتصال بأولمرت لتوقيف حرب غزة، باعتراف إسرائيل- لتنقذ حياة شخص ولم تتدخل لإنقاذ شعب بكامله، منذ 34 سنة. فوزير الخارجية الفرنسي الحالي الذي ارتبط اسمه بالتصريحات النارية عندما كان بعيدا عن مراكز القرار، كان من دعاة ''حق التدخل''. كان ربما صادقا في نية حفظ الحقوق وكرامة الإنسان في أي مكان في العالم. وربما لم تكن لديه وقتئذ الخلفية في كرامة بمكيالين، قد لا يسمح أن تداس في إيران والعراق وتداس في إسرائيل أو في مكان آخر؛ لأن منطق الأشياء يقول هكذا. وشيئا فشيئا تخلى كوشنر عن هذا المبدأ السامي الذي صنع به مكانا في صف اليمين الذي حاربه في الأمس. إذن التناقض عند كوشنر وأمثاله لا يقلق كونه ليس جديدا. أما بالنسبة للرئيس ساركوزي، الذي يلوم السويسريين الذين أقحموا أنفسهم في جدل فرنسي بمنع المآذن، يقول لمن يريد سماعه إنه يمشي على خطى شيراك في مسلك الصداقة مع العرب. فيعانق مبارك ويدعوه إلى عقد قمة إفريقيا- فرنسا في باريس بدلا عن شرم الشيخ لأن الجزائريين لا يرغبون في الذهاب إلى مصر بعد الذي حدث جراء مباراة كرة القدم. فلكل قوي قضية. مثل روابط فرنسا بالمغرب كمثل الروابط بين واشنطن وتل أبيب. كلاهما يشهر حق النقد كلما هُددت مصالح محميته. لذا لا يمكن أن نلوم المغرب بالتلاعب بمصير شعب بقدر ما نلوم فرنسا التي ترعى مصالح المغرب مقابل الترفيه والنزهة والاستجمام لجميع ساسة باريس سواء كانوا في الحكم أوفي المعارضة. فماذا تغيّر بالنسبة للصحراويين وقد أزاح اليمين الاشتراكيين من الحكم؟